متى فرضت الزكاة هو أحد الأسئلة التي تدور حول واجب هام في الدين الإسلامي ، حيث أن الزكاة ركن كبير من أركان الإسلام ، ولها آثار إيجابية على حياة الأفراد في حياة الدنيا والآخرة ، لذلك الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – وخلفاء المسلمين من بعده مكانة عظيمة ، وقد حرصوا على أدائها ، وسنشرح من خلال هذا المقال ما هو تعريف الزكاة ، ومتى فرضت الزكاة ، وضرورة إخراجها على المسلم ومن تجب عليها ، مع بيان أهمية الزكاة وإبراز فضائلها.
ما هي الزكاة؟
الزكاة شرعا مبلغ معين من المال يجب إنفاقه على فئة معينة من الناس ، بينما في اللغة تعني البركة أو النمو أو الطهارة ، وقد سمي وجوب الزكاة بهذا الاسم لأنه يطور المال ويزيد الأجور ، ويطهر الروح من البخل والبخل ، والزكاة ركن من أركان الإسلام رابع واجب ، وهناك أدلة كثيرة في القرآن والسنة تثبت وجوبها على المسلمين ، منها قوله تعالى في كتابه الكريم. : (خذ الصدقات من أموالهم لتطهرهم وتطهرهم بها).[1]كما وعد الله تعالى للمكلف أجرًا عظيمًا وأجرًا عظيمًا.[2]
متى فرضت الزكاة؟
فرضت الزكاة على المسلمين في السنة الثانية للهجرة ، ووضحت أحكامها وتشريعاتها خلال هذا العام ، وذهب بعض العلماء إلى أن الزكاة كانت مفروضة قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة ، لكن الأرجح أن يقول أن أصل عبادة الزكاة كان في مكة المكرمة ، بينما حددت أحكامها الزكاة ، وتحديد نصيبها ، ومقدارها ، ومستلميها في المدينة المنورة. أما زكاة الفطر ، فقد فرضت على المسلمين في الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة أيضًا ، وهي الزكاة التي يجب إخراجها بعد شهر رمضان وقبل العيد. والصلاة والله أعلم.[3]
شروط الزكاة
وقد حدد الإسلام شروطاً معينة في المال الذي تجب فيه الزكاة ، إذ إذا توفرت هذه الشروط وجب على المسلم إخراج الزكاة ، بحيث تحقق الزكاة الغرض الذي فرضت من أجله ، ولا ضرر ولا مشقة للزكاة. من يدفعها ، وهذه الشروط هي:[4]
- النصاب: أن يصل المال إلى قدر معين ، ويزيد على الحاجات الأساسية ، ولا تجب الزكاة إذا كان مقدار المال أقل من ذلك.
- الملكية: يجب أن يكون المال ملكاً للمسلمين البحتين ، فلا تجب الزكاة في الوقف ، ولا على أموال الدولة ، ويجب أن تكون قابلة للنمو أو الزيادة ، فلا زكاة في المال المغتصب ونحوه.
- بلا دين: إذا كان على المسلم دين يقل ماله عن نصاب الزكاة فلا تجب عليه.
- حولان حول: وهي أن يبقى المال مع صاحبه سنة قمرية كاملة دون أن ينقص مع العلم أن السنة كاملة لا يجب أن تنقضي لإخراج زكاة الحاصلات الزراعية أو العسل ونحوها ، بل تدفع عند وقت الحصاد.
وانظر أيضاً: تأخير إخراج الزكاة عن وقت استحقاقها بغير عذر
على من تجب الزكاة؟
حدد الله سبع فئات من الناس تجيبهم الزكاة ، وهم مجتمعون في قوله تعالى: “إنما الصدقات للفقراء والمحتاجين والعاملين الذين قلوبهم وفي أعناقهم ومدينون في سبيل الله وابن سبيل الفريضة. والله عليم بحكمة.[5]هم بالتفصيل:[6]
- الفقير: من لا يجد طعاما ليومه وما يكفيه من قوت يومه وحوائجه.
- المسكين: هو صاحب دخل ولكنه أقل من كفايته لقوت يومه وحاجته.
- العاملون فيه: هم المسؤولون عن جباية الزكاة وإخراجها ونحو ذلك.
- على قلوبهم أن تتصالح: هم حديثو الإسلام ، الذين يؤمل أن يتصالحوا معها بإعطائهم الزكاة ، أو الكفار الذين يرجون اعتناقهم الإسلام.
- الغرمون: من عليه دين كبير يصعب عليهم سداده في موعده.
- في سبيل الله: تجهيز الأسلحة والمعدات للجيوش التي تستعد للجهاد في سبيل الله.
- ابن السبيل: مسافر لا يملك مالاً ليعود إلى بلده.
شاهدي أيضاً: هل تجوز زكاة الأقارب؟
فضل الزكاة
الزكاة واجب له آثار كبيرة على المجتمع ووحدته ، ولها مصالح كبيرة كثيرة ، سواء على من يدفعها أو يأخذها ، من فرضها على الغني والقادر ، والفرق بينهم وبين الأهل. الفقراء والمحتاجين ينقصهم ، ويطهر أرواحهم من الشجاعة والجشع ، كما يعتادهم على الكرم والكرم ، ومن خلالها يشكر الإنسان ربه على ما قدمه له من مال كريم ، والزكاة مثل الصدقة التي يطور المال ويدفع البلاء ، بالإضافة إلى أنه يلبي الحاجات الأساسية لمن يستحقه ، ويعفيهم من طلب الناس والتذلل لهم ، جعل الله الزكاة حقهم المشروع ، والله أعلم.[7]
وبذلك توصلنا إلى خاتمة المقال الذي يحدد الزكاة ويوضح وقت فرض الزكاة ، وما هي الشروط الواجب توافرها حتى تكون واجبة على المسلم ، ومن يستحقها ، بالإضافة إلى بيان فضل وأجر الزكاة.